الإنارة أحواض المياه المالحة

إنارة الأحواض البحرية وأحواض المرجان
إنارة الأحواض البحرية
 

المحتويات:

- نوع الكائنات الحية الموجودة في الحوض.
- حجم الحوض الذي لديك.
- الفترة التي يجب التعرض فيها للضوء.
- ماهو نوع المصابيح التي عليك استعمالها.
- العلاقة بين المرجان و الزوزانثيلاي "Zooxanthellae".
- التمثيل الضوئي والمرجان.
- درجة الحرارة اللونية "Color temperature".
- شدة الضوء "Light intensity".
- تقنيات الإضاءة   LED - T5 VHO - Metal halides
- حلول الإضاءة المختلطة.

     مقدمة:

لابد وأنك قد سألت نفسك عند إنشاء الحوض البحري الخاص بك أي أنواع الإنارة سأختار؟ الإنارة بمصابيح الفلوريسنت الشديدة VHO fluorescent، أم مصابيح الميتال هالايد، أم الإنارة بمصابيح LED  والتي انتشرت على نطاق واسع في السنين الأخيرة، أو إنارة مركبة مما سبق؟ وكم عدد المصابيح التي علي استخدامها؟ وما هي استطاعة هذه المصابيح؟
يجب الإجابة على كل هذه الأسئلة قبل أن تنفق الكثير من المال على نظام إنارة قد يكون أو لا يكون ملائماً لساكني هذا الحوض. من خلال طرح هذه الأسئلة على نفسك، ستوفر على المدى البعيد الكثير من الوقت والمال.

سنستعرض في ما يلي أهم الأمور التي تتعلق بموضوع الإنارة:

1- نوع الكائنات الحية الموجودة في الحوض:

يعتبر هذا العامل الأول الذي يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار عند شراء نظام الإنارة، تحتاج الأنواع المختلفة من الشعاب المرجانية إلى كميات مختلفة من الضوء:
    • حوض للأسماك فقط، أو حوض للمرجان اللين Soft Corals والصخور الحية Live Rock:
        - شدة إنارة منخفضة Low Wattage.
    • حوض للمرجان اللين، والمرجان الصلب كبير البولب LPS والصخور الحية:
        - شدة إنارة متوسطة Medium Wattage.
    • حوض للمرجان اللين، والمرجان الصلب كبير البولب LPS، والمرجان الصلب صغير البولب SPS:
        - شدة إنارة عالية High Wattage.


2- حجم الحوض الذي لديك:

يعد حجم الحوض عاملاً حاسماً في تحديد متطلبات الإضاءة، ستحتاج الأحواض الأكبر حجمًا عمومًا إلى مصابيح أكثر قوة لضمان التغطية والكثافة الكافية في جميع أنحاء الحوض. القاعدة الأساسية الجيدة التي يجب اتباعها هي توفير:
    • 1 - 2 واط من الإضاءة لكل جالون للأحواض المخصصة للأسماك فقط.
    • 3 - 5 واط لكل جالون للأحواض المخصصة للمرجان اللين، والمرجان الصلب كبير البولب LPS.
    • 5 - 8 واط لكل جالون لأحواض المرجان الصلب صغير البولب SPS.
ومع ذلك، هذه مجرد تقديرات تقريبية، ومن الضروري البحث عن احتياجات الإضاءة المحددة للشعاب المرجانية التي تخطط للاحتفاظ بها لضمان ازدهارها في حوضك. ضع في اعتبارك عمق الحوض واختراق الضوء المطلوب، يعتبر عمق الحوض المعلومة الأكثر أهمية التي يجب أن تعرفها عندما تريد أن تحديد نوع ومصدر الإنارة، قد تحتاج الخزانات العميقة إلى أضواء أقوى أو إضاءة تكميلية للوصول إلى الشعاب المرجانية في القاع.


3- الفترة التي يجب التعرض فيها للضوء:

تحت الظروف الطبيعية، تكون فترة التعرض إلى الضوء الكافية من 8 إلى 10 ساعات يومياً، و في حال إطالة التعرض إلى الضوء أكثر من ذلك، ستكون بذلك تعمل على إجهاد المرجان بشكل زائد. وعلى العكس، فإنك إن قصرت فترة التعرض إلى الضوء، فإن المرجان لن يمارس نشاطه بشكل طبيعي.
هنالك مشكلة واحدة قد تواجه الهواة و هي أنهم لن يكونوا في المنزل لفترة طويلة من اليوم، و لتعويض هذا الغياب يتركون المصابيح مضاءة لفترة تتجاوز 10 أو 12 ساعة التي يحتاجها الحوض، و هنا يلعب المؤقت الزمني دوره، يمكنك أن تعد المؤقتات بحيث تضيء المصابيح عند الساعة العاشرة أو الحادية عشرة صباحاً وتنطفئ بأي وقت بين الساعة الثامنة والحادية عشر ليلاً. فبهذه الطريقة، تكون قد حققت هدفين : الأول هو أن تعطي الأحياء حاجتها من الضوء، والثاني هو أن تكون الأنوار مضاءة عند عودتك إلى المنزل لتستمتع بمشاهدة الحوض.

4- ماهو نوع المصابيح التي عليك استعمالها:

فيما يتعلق بنوع التكنولوجيا التي ستستخدمها، فسيعتمد الأمر على جوانب التكنولوجيا الأكثر أهمية بالنسبة لك، هناك أيضًا إيجابيات وسلبيات لأي نوع من تقنيات الإضاءة سواء كانت LED أو T5 أو الميتال هالايد Metal halid أو حتى ضوء الشمس الطبيعي. اعتمادًا على موقفك، قد لا تهمك عيوب إحدى التقنيات، وعلى العكس من ذلك قد لا تكون فوائد تقنية أخرى ذات معنى بالنسبة لك ويتم استبعادها وفقًا لذلك...
ولأن هذا الموضوع شائك ومربك لذلك سنحاول الاستفاضة فيه قدر الإمكان حتى نتمكن من إتخاذ القرار الصحيح لتقنيات الإضاءة التي سنختارها...

تعد الإضاءة في أحواض الشعاب المرجانية مهمة لأنها تؤثر بشكل مباشر على كيفية استمتاعنا بصريًا بأحواضنا، ولكن الأهم من ذلك أن الغالبية العظمى من الشعاب المرجانية الموجودة في أحواضنا تقوم بعملية التمثيل الضوئي مما يجعل الإضاءة الجيدة جزءًا ضروريًا من تربية هذه الشعاب.
على الرغم من أنها من المواضيع المثيرة للجدل، ومحل نقاش كبير بين علماء الأحياء المائية، إلا أننا سنغطي فيما يلي بعض أساسيات الضوء نفسه ثم نناقش تقنيات الإضاءة المختلفة التي يستخدمها الناس لإضاءة شعابهم المرجانية.



العلاقة بين المرجان و الزوزانثيلاي(Zooxanthellae)

من المعلوم أن حياة المرجان عبارة عن علاقة تكافلية بين الحيوان المرجاني والدينوفلاجيلات والتي تسمى زوزانثيلاي (Zooxanthellae).
وهي وحيدة خلية تعيش في أنسجة العديد من الشعاب المرجانية، وتعرف أيضًا باسم الطحالب ذات اللون البني الذهبي، تلعب هذە الخلايا التكافلية دوراً رئيساً في فسيولوجيا مستعمرات المرجان وعمليات الأيض فيها، فخلال النهار يزودون مضيفهم بمنتجات الكربون العضوي لعملية التمثيل الضوئي، وفي بعض الأحيان يوفرون ما يصل إلى 90٪ من احتياجات الطاقة لمضيفهم من أجل التمثيل الغذائي والنمو والتكاثر.
وكباقي الطحالب المائية، فإنها تحتاج إلى ضوء الشمس كوقود لعملية التمثيل الضوئي، وبالتالي فهي حساسة للعمق ويرتبط وجودها بأقصى عمق تخترقه أشعة الشمس، وهي التي تعطي للشعاب المرجانية لونها وبالتالي فإن اختلاف الألوان ودرجاتها يعتمد على وحيدات الخلية هذه، إن لون Zooxanthellae هو درجات متفاوتة من اللون البني، ولكن هناك أكثر من 80 نوعًا معروفًا من Zooxanthellae. واعتمادا على هذه الأنواع التي تعيش في المرجان، يكتسب المرجان هذه الألوان المختلفة التي نراها. وتحتوي هذه الخلايا على اليخضور (الكلوروفيل) المهم لعملية التمثيل الضوئي.


التمثيل الضوئي والمرجان

خلال عملية التمثيل الضوئي يحوّل اليخضور (الكلوروفيل) ثاني أوكسيد الكربون والماء (مواد غير عضوية) بمساعدة الطاقة الشمسية إلى جلوكوز (سكر)، وينتج من العملية أيضًا الأوكسجين كناتج ثانوي عن التفاعل، هذه العملية الحيوية هي أهم العمليات الحيوية على الإطلاق فهي العملية الأساسية في اختزان طاقة الشمس على شكل طاقة كيميائية ضمن جزيئات الجلوكوز (مصدر الطاقة الأساسي للأحياء)، وفي نفس الوقت استخلاص الأوكسجين من ثاني أكسيد الكربون.


معادلة التركيب الضوئي
 في عملية التمثيل الضوئي يحوّل الكلوروفيل ثاني أوكسيد الكربون والماء بمساعدة الطاقة الشمسية إلى جلوكوز إضافة إلى الأوكسجين.

المنتجات الثانوية لعملية التمثيل الضوئي هي سكريات بسيطة يمكن لمضيفي المرجان استخدامها كمصدر للطاقة، ولهذا السبب غالبًا ما يتم وصف المرجان للشخص العادي على أنه يتمتع بسمات النباتات والحيوانات.
في تفاعل البناء الضوئي، يتم نقل الإلكترونات من الماء إلى ثاني أكسيد الكربون، أي يتم اختزال ثاني أكسيد الكربون بالماء. يساعد الكلوروفيل في هذا النقل، فعندما يمتص الكلوروفيل الطاقة الضوئية، يتم تحفيز إلكترون في الكلوروفيل من حالة طاقة أقل إلى حالة طاقة أعلى، في حالة الطاقة الأعلى هذه، يتم نقل هذا الإلكترون بسهولة أكبر إلى جزيء آخر. يبدأ هذا سلسلة من خطوات نقل الإلكترون، والتي تنتهي بنقل الإلكترون إلى ثاني أكسيد الكربون.
وفي الوقت نفسه، يمكن للكلوروفيل الذي تخلى عن إلكترون أن يقبل إلكترونًا من جزيء آخر. هذه هي نهاية العملية التي تبدأ بإزالة الإلكترون من الماء. وهكذا، فإن الكلوروفيل يقع في مركز تفاعل الأكسدة والاختزال الضوئي بين ثاني أكسيد الكربون والماء.
إن لون الضوء مهم ليس فقط للجماليات ولكن لعملية التمثيل الضوئي، إذ أن الكلوروفيل لا يمتص الضوء بشكل موحد، هناك أطياف معينة من الضوء يتم امتصاصها وأطياف أخرى يتم رفضها، إن نوع الكلوروفيل الأكثر شيوعًا في الشعاب المرجانية هو الكلوروفيل ( A ) وله ذروتان رئيسيتان للامتصاص، تقع إحدى القمم عند الطول الموجي 440 نانومتر وهو ضوء ملون بنفسجي والأخرى عند الطول الموجي 675 نانومتر وهو ضوء أحمر اللون.
يتم أيضًا امتصاص أطياف الضوء المجاورة لتلك القمم الطيفية بواسطة الكلوروفيل ( A ) ولكن أيضًا بواسطة مركبات مختلفة مثل الكلوروفيل ( C ) والكاروتينات.


'طيف الضوء ,
   الكلوروفيل ( A ) وله ذروتان رئيسيتان للامتصاص، تقع إحدى القمم عند الطول الموجي 440 نانومتر وهو ضوء ملون بنفسجي والأخرى عند الطول الموجي 675 نانومتر وهو ضوء أحمر اللون.

درجة الحرارة اللونية "Color temperature"

درجة حرارة الضوء
درجات الحرارة اللونية

درجة الحرارة اللونية "Color temperature" هي مفهوم فيزيائي للجسم الأسود المشع المثالي، يمكن استخدامها لوصف هيئة المنبع الضوئي، يتم قياسها عادة بالكلفن Kelvin، إن درجة كلفن هي في الأساس درجة سيليسيوس ولكنها تبدأ عند الصفر المطلق بدلاً من نقطة تجمد الماء، وبالتالي فإن درجة صفر كلفن تعادل -273.15 درجة مئوية. تخيل كتلة من المادة بدأنا بتسخينها. بمجرد البدء في رفع درجة الحرارة، يبدأ هذا الجسم الأسود النظري بإصدار الضوء. يصبح متوهجًا ساخنًا.
أفضل طريقة لتصور ذلك هي تخيل النجوم، فمثلاً تحترق شمسنا عند درجة حرارة أقل بقليل من 6000 كلفن ونحصل على ضوء أصفر نتيجة لذلك. بمجرد وصولك إلى حوالي 8000 كلفن إلى 10000 كلفن، يشع الجسم الأسود ضوءاً أبيض، و بين 15000 كلفن إلى 25000 كلفن يظهر الإشعاع باللون الأزرق.
الفارق هنا أن المصابيح الموجودة في حوض الأسماك والتي تبلغ حرارتها 10000 كلفن على سبيل المثال، لا تحترق عند درجة الحرارة هذه كما في النجوم، ولكن تنتج هذه المصابيح ضوءاً ملونًا مشابهًا للنجم الذي يحترق بهذه الحرارة.
تكون درجات الحرارة اللونية الأعلى (5000 كلفن وما فوق) ألوانا باردة (أزرق مخضر)، في حين تكون الألوان حارة عند درجات الحرارة اللونية الأخفض (2700-3000 كلفن).


شدة الضوء "Light intensity"

عندما بدأت فكرة إنشاء أحواض المرجان في أوائل التسعينيات، كانت القاعدة هي الحصول على أفضل إضاءة ممكنة، وكان الشائع حينها تركيب إثنين من مصابيح الميتال هالايد باستطاعة 400 واط وأربعة مصابيح فلورسنت VHO بقدرة 110 واط فوق حوض بسعة 300 لتر، وغني عن القول أن هذا كان ساطعًا جدًا وحارًا جدًا.
ولكن خلال ثلاثين عامًا تقريبًا حصل تقدم سريع في هذا الأمر، وبتنا نرى أن بعض الشعاب المرجانية تنمو وتزدهر بإضاءة ضعيفة، سابقًا كانت شدة الإضاءة المستخدمة قد تصل إلى 1200 PAR إن لم يكن أكثر لمثل هذه الأحواض، ثم رأينا عند استعمال إضاءة منخفضة بمعدل 50 PAR تقريبًا كان المرجان ينمو بشكل جيد، وفي كلتا الحالتين، نما المرجان بشكل جيد. وفي الواقع، باستثناء أنواع ال Acropora، فإن الغالبية العظمى من الشعاب المرجانية التي نحتفظ بها تنمو بشكل جيد في الإضاءة المنخفضة.

   ولكن ماهو ال PAR:
يرمز ال (PAR) Photosynthetically" active radiation" إلى الإشعاع النشط للتمثيل الضوئي ويصف الأطوال الموجية للضوء التي تقع ضمن النطاق المرئي من 400-700 نانومتر، ويوصف بأنه نوع الضوء المطلوب لعملية التمثيل الضوئي، إن ال PAR ليس مقياساً للضوء، بل هو مصطلح يمكن أن يساعد على تحديد نوع وحجم الضوء اللازم لتحسين عملية التمثيل الضوئي. يتم الاستفادة من ال PAR من خلال أنظمة الإضاءة المتطورة لتقليد الضوء الطبيعي.
ويمكن تحديد ال PAR الذي تحتاجه بناء على نوع المرجان الذي تخطط لتربيته ووفقاً لما يلي:
    • إذا كنت مهتماً بإنشاء حوض للمرجان الصلب صغير البولب SPS ويهيمن عليه أنواع ال Acropora فعليك تأمين 200 - 300 PAR.
    • أما إن كان لديك حوض من المرجان الصلب كبير البولب LPS أو مختلط مع المرجان اللين، فإن 50-150 PAR هو رقم جيد.

جهاز قياس ال PAR
جهاز قياس ال PAR

من أجل تأمين قيم ال PAR التي تحتاجها لحوضك، هناك عدة خيارات أو طرق، بعضها أكثر صعوبة من غيرها، سنستعرضها فيما يلي:
    • يمكنك ببساطة ضبط شدة الإضاءة حتى تبدو مناسبة أو تبدو لك كذلك، في هذه الحالة النجاح سيعتمد على خبرة كبيرة في هذا المجال، ويمكنك القيام بذلك بشكل حدسي بناءً على تلك الخبرة.
    • قد يحالفك الحظ وتكون وحدات الإنارة التي اخترتها تنتج ضوءاً الذي يقع ضمن نطاق ال PAR المطلوب للشعاب المرجانية الخاصة بك.
    • يمكنك أيضاً اختيار وحدات الإنارة من شركات ذات سمعة جيدة، وتلاقي رواجاً واستحساناً بين الهواة، وكل ماعليك في هذه الحالة هو اتباع التعليمات التي توصي بها الشركة المصنعة التي قمت باختيارها، والتي تشمل حجم الحوض وارتفاع التركيب، سيكون هذا الخيار هو أفضل وسيلة في مجال "التخمين" لأن أفضل الشركات المصنعة لمصابيح LED لأحواض السمك تعتمد على سنوات من الخبرة في منتجاتها، والتي يتعين علينا الإستفادة منها.
    • أما الخيار الأكثر موثوقية فهو استخدام مقياس ال PAR، على الرغم من كونه أفضل طريقة، فإن استخدام مقياس ال PAR هو الطريقة الأقل شيوعًا ويرجع ذلك جزئيًا إلى حقيقة أن أجهزة قياس ال PAR باهظة الثمن.



تقنيات الإضاءة "Light Technology"

غالبًا ما يُسأل عن الضوء الأفضل، لسوء الحظ لا توجد إجابة صحيحة، أولاً هناك اختلاف في النظرة الجمالية، فالاختيارات الجمالية هي قرارات ذاتية بحتة لا يمكن إلا للهواة أن يتخذوها بأنفسهم. في معظم الأحيان ينجذب الهواة نحو الطرف الأزرق من الطيف لأنه جذاب للغاية للشعاب المرجانية التي تتوهج بألوان مشعة.
أما فيما يتعلق ببيولوجيا المرجان، فإن نوع الإضاءة الذي سيعمل بشكل أفضل لحوضك سيعتمد كثيرًا على المرجانيات التي تنوي الاحتفاظ بها، فكما ذكرنا سابقًا، سوف تتكيف الشعاب المرجانية مع الإضاءة من خلال تنظيم الزوزانثيلاي الخاصة بها، لذا فإن معظم الشعاب المرجانية سوف تنمو تحت أي من تقنيات الإضاءة هذه، ومع ذلك فمن الممكن أيضًا أن تأخذ بعض الشعاب المرجانية مظهرًا مرغوبًا به بينما تصبح الشعاب المرجانية الأخرى أقل جاذبية تحت نفس الضوء، وهذا هو الثمن الذي يجب دفعه مقابل حوض الشعاب المرجانية المختلط، فغالبًا لا يمكن تأمين الإضاءة المناسبة لكل الكائنات المرجانية عندما يأتون من مناطق جغرافية وظروف طبيعية مختلفة تمامًا.
فيما يتعلق بنوع التكنولوجيا التي ستستخدمها، فسيعتمد الأمر على جوانب التكنولوجيا الأكثر أهمية بالنسبة لك، هناك أيضًا إيجابيات وسلبيات لأي نوع من تقنيات الإضاءة سواء كانت LED أو T5 أو الميتال هالايد Metal halid، اعتمادًا على موقفك فقد لا تهمك عيوب إحدى التقنيات، وعلى العكس من ذلك قد لا تكون فوائد تقنية أخرى ذات معنى بالنسبة لك ويتم استبعادها وفقًا لذلك.

 سنتحدث قليلا عن كل واحد على حدة، بدءا من الأكثر شعبية:


LED-lights

الثنائيات الباعثة للضوء (LED)

النوع الأكثر شيوعًا بين أجهزة الإضاءة لحوض السمك المرجاني هو LED، تعتبر وحدات LED رائعة لأنها توفر أقصى قدر من التحكم، وهي موفرة للطاقة، ومصابيح LED نفسها طويلة الأمد من حيث عمر التشغيل، أما بالنسبة للتحكم، فإن بعض الوحدات تسمح للمستخدم بالتحكم في كل LED على حدة، ليتمكن الهاوي من تخصيص الجدول الزمني والألوان والسطوع، من بين جميع أنواع الإضاءة، أعتقد أن مصابيح LED تقوم بأفضل عمل في عرض الشعاب المرجانية من خلال إبراز التألق الأكثر جاذبية، إضافة إلى أن هذه الأجهزة هي الأقل إصداراً للحرارة من مصابيح الفلورسنت T5 أو الميتال هالايد، وهو أمر مهم بالنسبة للهواة الذين يعيشون في المناخات الأكثر دفئًا والذين يتعين عليهم الكفاح من أجل تبريد أحواضهم إذ أن تبريد الماء أصعب بكثير من تسخينه.
    ولكن هناك بعض الجوانب السلبية لمصابيح LED:
    • لا تزال هناك آراء مفادها أن بعضًا من أكثر الألوان والنموات المذهلة تأتي نتيجة استخدام الميتال هالايد أو مصابيح الفلورسنت، لا تزال هناك الآراء تؤمن بقدرة التقنيات القديمة على تنمية وتلوين الشعاب المرجانية، وحتى وقت كتابة هذه السطور، قد يكون هذا صحيحًا نوعاً ما.
    • تكون الكفاءة الكهربائية لتركيبات LED أكثر وضوحًا في الوحدات الصغيرة والبسيطة، ولكن في معظم أجهزة ال LED الحديثة، يكون استهلاكها الكهربائي على قدم المساواة مع لمبة الميتال هالايد مما يقلل من الاستفادة من الكفاءة الكهربائية.
    • يواجه العديد من الهواة مشكلات تتعلق بطبيعة تسليط الضوء من مصابيح ال LED، حيث تتسبب مناطق الظل الداكن على الجانب السفلي من الشعاب المرجانية في موت المستعمرة، تميل مصابيح LED إلى إلقاء ظل قاسٍ للغاية، تعمل بعض الشركات على تطوير المزيد من الطرق لنشر وتشتيت الضوء القادم من أجهزتها لإنشاء غطاء من الضوء يقلل من التظليل القاسي، ولكن وحتى اليوم لاتزال هذه المشكلة موجودة، وغالبًا ما يضطر الهواة إلى إضافة تركيبات إضافية ليس لزيادة شدة الضوء، ولكن لمحاربة الظلال.
   • أيضًا، في حين أن مصابيح LED تدوم لفترة طويلة، فإن طول عمر الدارات الألكترونية داخلها يمكن أن تكون أقصر بكثير من العمر المقدر لمصابيح LED نفسها بسبب الأعطال التي يمكن أن تحدث لهذه الدارات.
   • الجانب السلبي الأخير لإضاءة LED ينطبق على المهتمين بالتصوير الفوتوغرافي، إن مصابيح ال LED هي أسوأ ضوء تم اختراعه على الإطلاق بالنسبة لهم، إذ يتميز عرض الألوان الموجود على الكاميرا بلون قاسٍ جدًا و"مخبأ" للغاية ومن الصعب تصحيحه، أيضًا بالنسبة لتصوير الفيديو، تحتوي بعض تركيبات الإضاءة على وميض ملحوظ في الكاميرا مما يؤدي إلى فشل اللقطات، ومن الممكن أن يؤدي هذا الوميض إلى الإضرار بسكان الحوض أيضًا.
سواء كانت الأفضل أو الأسوأ، فسرعان ما أصبحت مصابيح ال LED هي الشكل الأكثر شيوعًا للإضاءة في هذه الهواية إذا لم تكن كذلك بالفعل بالمقارنة مع الأنواع الأخرى، فهي أحدث التقنيات ويمكن أن تشهد بعض التحسينات الرئيسية في المستقبل والتي تقضي على العديد من العيوب المذكورة.


floricent-lampt5.jpg

مصابيح الفلورسنت T5

إن إضاءة مصابيح الفلورسنت T5 هي نوع من إضاءة الفلورسنت عالية الخرج VHO، والتي تستخدم أنبوبًا ضيقًا يبلغ قطره خمسة أثمان البوصة (ومن هنا جاء اسم T5)، تنتج مصابيح الفلورسنت T5 طيفًا ضوئيًا قويًا للغاية يعمل على تلوين الشعاب المرجانية بشكل رائع، عادةً ما تحتوي على مؤشر تجسيد ألوان عالٍ (CRI) مما يعني أنها يمكن أن تنتج مجموعة من الألوان وتوفر عرضًا ممتازًا للألوان خاصة للتصوير الفوتوغرافي والفيديو.
ولكن على عكس مصابيح ال LED، لا يمكن التحكم في درجة حرارة اللون لمصابيح T5 لذا يتعين على الهاوي مزج ومطابقة المصابيح ذات درجات حرارة الألوان المختلفة لتحقيق المزيج المطلوب، هناك الكثير من خيارات المصابيح المتاحة والتي يمكن أن تمنح الحوض الخاص بك أي نوع من الجمالية. على الرغم من أنه لا يمكن التحكم في درجة حرارة اللون، إلا أن هناك بعض الأجهزة التي يمكنها تعتيم مصابيح T5 لإضفاء تأثير إضاءة الفجر/الغسق.
 وأخيرًا نظرًا لأن الضوء المنبعث من لمبة T5 ينتشر بالتساوي على طول المصباح، فلا يوجد تقريبًا أي أثر للظلال التي قد نراها في مصابيح ال LED.
   ومع ذلك، لا يوجد نظام إضاءة مثالي، فأنظمة ال T5 لها عيوبها أيضاً:
    • عمر المصباح قصير بشكل محبط إذ تبدأ في الانخفاض من حيث الطيف والكثافة بعد حوالي 9 أشهر وبحلول 12 شهرًا يصبح الضوء مختلفاً تماماً، وما أن يتم تبديل المصابيح حتى يكون الفرق مذهلاً.
    • الجانب السلبي الآخر هو كفاءة الطاقة ففي حين أنها ليست عالية الإستهلاك على أساس كل لمبة، ولكنها ليست بكفاءة مصابيح ال LED.
    • على الرغم من التكلفة الأولية المنخفضة لتركيب ال T5، ولكن اعتمادًا على عدد المصابيح الموجودة في فقد يصبح تشغيلها مكلفًا، على سبيل المثال إذا كان لديك تجهيزات ذات 8 مصابيح، فإن استهلاك الكهرباء بالإضافة إلى تكلفة استبدال المصابيح قد يؤدي إلى أغلى صيانة للإضاءة من بين جميع التقنيات.
    • وأخيرًا، المصابيح نفسها هشة ويمكن أن تنكسر بسهولة، خاصة عندما تفكر في أطوال المصابيح التي تبلغ 120 سم أو 150 سم.


Metal-halide-lights

إضاءة الميتال هالايد "Metal halides"

أخيرًا نصل إلى الميتال هالايد والذي هو أقل أشكال الإضاءة شيوعًا على مستوى الهواة، ومن المحتمل أن يكون الأكثر شيوعًا على المستوى التجاري، الجوانب الإيجابية للميتال هالايد هي كثافته وطيفه وطول عمره.
عندما يتعلق الأمر بزراعة الشعاب المرجانية المحبة للضوء، فقد يكون خياراً جيداً. مصابيح الميتال هالايد هي مصدر ضوء نقطي مثل مصابيح LED ولكنها أكثر تركيزًا، فعندما يلمع داخل الحوض فإنه يخلق تأثيرًا متلألئًا ممتعًا للغاية والذي يكاد يكون غائبًا تحت الضوء المنتشر لمصباح الفلورسنت T5، هذه الخطوط المتلألئة تحاكي بشكل وثيق ما نراه في الطبيعة، وكانت هناك دراسة أجريت منذ عدة سنوات أشارت إلى أن الشعاب المرجانية استفادت منها بالفعل.
   أما عيوب الميتال هالايد فهي:
    • المشكلة الرئيسية مع الميتال هالايد هي استهلاك الطاقة والحرارة، تستهلك مصابيح الميتال هالايد طنًا من الكهرباء وسيكون ذلك ملحوظًا في فاتورتك الكهربائية الشهرية إذا قمت للتو بتركيب ميتال هالايد جديدة.
    • الحرارة الناتجة عن الميتال هالايد هي أيضًا شيء يجب التعامل معه، في أحواض السمك الكبيرة الموجودة في غرفة كبيرة، قد تقوم بعض مراوح التبريد بأداء مهمة جبدة، أما في أحواض السمك الصغيرة أو في الأماكن الضيقة حيث تتراكم الحرارة، tقد يحتاج المرء إلى تركيب مبرد أو زيادة تكييف الهواء للتعويض، وفي كلتا الحالتين، فإن معالجة الحرارة ستؤدي إلى زيادة فاتورة الكهرباء.
    • أما من حيث إمكانية التحكم، فهي غائبة عملياً عن تكنولوجيا الإضاءة هذه، يمكك التشغيل والإطفاء فقط، وأحياناً لا تفعل ذلك بشكل جيد طوال الوقت لأن بعض المصابيح تتطلب فترة تهدئة قبل أن تتمكن من إعادة التشغيل مرة أخرى.


AURORA-54w-LED-3.jpg

حلول الإضاءة المختلطة

يمكنك الحصول على ضوء يتضمن أكثر من تقنية واحدة. توجد أنظمة إضاءة هجينة تجمع بين LED وT5 أو الميتال هالايد وT5 أو الميتال هالايد وLED، و قد يكون هناك أيضًا بعض الأنظمة التي تجمع بين الثلاثة، ولكن قد تكون هذه التركيبة باهظة الثمن بشكل صادم، لذا إليك نصيحة لتوفير التكلفة. لنفترض أن لديك بعض تركيبات LED التي تسعد بها ولكنك ترغب في استكمالها بـ T5، لكنك لا تحب مظهر مصابيح T5. ما يمكنك فعله هو شراء جهاز T5 غير مكلف مع جميع المصابيح البيضاء وتشغيله لمدة 4-6 ساعات فقط عندما تكون بعيدًا عن الحوض، وبهذه الطريقة ستظل الشعاب المرجانية تستفيد من الضوء وتتلون بشكل جيد ولكنها لا تتعارض مع جمالية مصابيح LED عند عودتك إلى المنزل.


العالم الساحر3/8/2007
جميع الحقوق محفوظة



 
  
 
 
 
 
 
 
 
 


© 2006-2024 العالم الساحر - جميع الحقوق محفوظة
طور من قبل Web-o2™ لأنظمة المعلومات

تسجيل الدخول

سجل دخولك للموقع باستخدام بريدك الالكتروني

البريد الالكتروني

كلمة المرور

الإشتراك في العالم الساحر

أهلا بك في العالم الساحر, يتيح لك التسجيل في الموقع الحصول على آخر الأخبار ومستجدات عالم الأسماك وتحميل ملفات وصور تخص هواية تربية الأسماك بالاضافة الى ميزات عديدة أخرى

البريد الالكتروني

كلمة المرور