أخبار متنوعةالحرارة تهدد الشعاب المرجانيةحرر بتاريخ 2010-09-23 18:12:35ذكرت صحيفة نيويورك تايمز أن موجة الحرارة الشديدة التي تجتاح العالم هذا العام تضع الشعاب المرجانية العالمية تحت ضغط هائل لدرجة يخشى العلماء أن تتسبب في نفوقها على نطاق واسع، الأمر الذي يهدد ليس فقط أغنى الأنظمة البيئية في المحيطات ولكن أيضا مصائد الأسماك التي تطعم ملايين البشر. فمن تايلند إلى تكساس تتفاعل الشعاب المرجانية مع ضغط الحرارة المصحوب بالرطوبة بما يعرف بالتبييض أو زوال لونها والدخول في طور البقاء على قيد الحياة. وكثير منها مات بالفعل وكثير من المتوقع أن يلقى نفس المصير خلال شهور قادمة. وتوحي التوقعات الحاسوبية لدرجة حرارة الماء بأن المرجان في الكاريبي قد يمر بعملية تبييض قاسية في الأسابيع القليلة القادمة. والذي يتكشف هذا العام هو فقط التبييض العالمي الثاني المعروف للشعاب المرجانية. ويأمل العلماء ألا يكون هذا العام سيئا كعام 1998 الذي كان أحر عام في التاريخ المسجل، حيث بلغت نسبة شعاب المياه الضحلة العالمية التي لقيت حتفها 16%. لكن في بعض الأماكن، بما فيها تايلند، يبدو الوضع أسوأ من عام 1998. ويقول العلماء إن مشكلة الشعاب المرجانية هي أنها مرتبطة بتغير المناخ. وقد نبهوا منذ سنوات إلى أن المرجان، الشديد الحساسية للحرارة الزائدة، سيكون مؤشرا مبكرا للخطر البيئي الواقع على كوكبنا بسبب تراكم غازات الدفيئة. ووفقا للإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي تطابقت الأشهر الثمانية الأولى لعام 2010 مع عام 1998 بأن أحر فترة سجلت كانت من يناير/كانون الثاني إلى أغسطس/آب، حيث ترهق درجات حرارة المحيط العالية الكائنات الحية الأكثر حساسية لها. ومن المعلوم أن الشعاب المرجانية تشغل حصة قليلة من المحيط لكنها قد تؤوي ربع كل الأجناس البحرية بما في ذلك فيض من الأسماك. وهذه الشعاب غالبا ما تسمى الغابات المطيرة للبحر وهي تشكل الدعامة الأساسية ليس فقط للصناعات السمكية الهامة بل أيضا للاقتصادات السياحية التي تقدر بالمليارات. ويشار إلى أن النفوق الهائل للمرجان شوهد للمرة الأولى عام 1983 في شرق المحيط الهادي والكاريبي أثناء حدث مناخي واسع النطاق معروف باسم النينو تتدفق أثناءه المياه الدافئة المحتجزة في غرب الهادي باتجاه الشرق. ويعتبر عام 2010 أيضا عام النينو. وقد حدث تبييض إقليمي خطير على نحو متقطع منذ كارثة عام 1983. ومن المعلوم أيضا أن الشعاب المرجانية تتشكل من ملايين الحيوانات الدقيقة المسماة البولب التي تكون علاقات تكافلية مع الطحلب. وتعمل البولب أساسا كمزارع تزود الطحالب بالمواد المغذية ومكان تعيش فيه. والطحلب بدوره يحبس أشعة الشمس وثاني أكسيد الكربون لعمل السكريات التي يتغذى عليها البولب المرجاني. والطحلب الأسير يعطي الشعاب ألوانها الخلابة. وكثير من أسماك الشعاب المرجانية تتباهى بألوانها الرائعة وتزين نفسها كما لو كانت تتأنق لتضاهي البيئات المحيطة بها. ويحدث تبييض المرجان عندما تتسبب الحرارة العالية وأشعة الشمس الساطعة في تسريع عملية الأيض للطحالب بحيث تخرج عن السيطرة وتبدأ في تكوين مواد سامة. فتنكفئ البولب على نفسها، ويُلفظ الطحلب فيبدو المرجان أبيض بعد ذلك كما لو كان تم تبييضه. ويشير العلماء إلى أن أجزاء من شمال الكاريبي، بما فيها جزر العذاري الأميركية، شهدت تبييضا أوليا هذا الصيف لكن العواصف الاستوائية والأعاصير التي تتحرك عبر الأطلسي قد بردت الماء هناك وربما تكون أنقذت بعض المرجان. لكن ما زالت درجات الحرارة عالية باتجاه الجنوب، الأمر الذي يهدد كثيرا من شعاب الكاريبي. وختمت الصحيفة بأن الصيف ما زال في بدايته في النصف الجنوبي للكرة الأرضية لكن درجات حرارة المياه على الشواطئ الأسترالية فوق المعتادة أيضا وبعض العلماء قلقون بشأن أهم حيد مرجاني على وجه الأرض المعروف بالحيد المرجاني العظيم في أستراليا. المصدر: الجزيرة نقلاً عن النيويورك تايمز |