المضادات الحيوية الأمراض

استخدام المضادات الحيوية في معالجة أسماك الزينة

     مقدمة:

تعتبر المضادات الحيوية من الإضافات الهامة جداً داخل حقيبة معدّات أي مختص بصحة الأسماك، ولكنها ليست معدات فقط وليست الحبوب السحرية. إن مقدرة المضادات الحيوية على القضاء على الأمراض التي تصيب الأسماك تعتمد على عدد من العوامل وهي:

  1. هل المشكلة لها مكّون أو أساس بكتيري؟
  2. هل تم تطبيق اختبارات التحسس على البكتريا مع المضاد الحيوي الذي تم اختياره لها؟
  3. هل تم استخدام الجرعات الصحيحة ضمن الفترات اللازمة للعلاج؟
  4. هل تم العمل على التخفيف أو إزالة أيّ من عوامل الضغط أو الإجهاد التي تتعرض لها الأسماك والتي تساهم بدورها في تشكل البكتريا؟

إن المضادات الحيوية بحد ذاتها لا تعالج الأسماك، ولكن إذا صح التعبير فإن المضادات الحيوية لا تقوم إلا بالسيطرة على تجمع البكتريا داخل جسم السمكة مدة كافية من الوقت ليقوم جهازها المناعي بالقضاء عليها.
مايجب القيام به قبل أن تؤخذ المضادات الحيوية بعين الإعتبار هو أن نعمل على الحد أو إزالة مصادر الضغط أو الإجهاد التي تتعرض لها الأسماك من رداءة المياه التي توضع فيها وما تتعرض له هذه المياه من تغيرات حادة في درجات الحرارة و الطفيليات التي تصيبها و نظامها التناسلي و الطرق التي يتم بها تحميلها ونقلها، كما ويجب إجراء فحص الطفيليات في السمكة المصابة، وهكذا فإن أيّاً من هذه العوامل الآنفة الذكر قد تكون هي السبب الرئيسي لإصابة الأسماك بالمرض، لأنه غالباً ما تأخذ الإصابة البكتيرية إهتماماً ثانوياً أثناء معالجة هذه المشاكل.
( إن الإتصال بالمختص بصحة الأسماك في المراحل الأولى من ظهور المرض سوف يساعد على تشخيصه وتحديد الضغوط التي ساهمت بظهور المرض ومستوى الإصابة البكتيرية وبهذا فإن معدل خسارة الأسماك سوف ينخفض.)


   البكتريا إيجابية الغرام بالمقابل مع البكتريا سلبية الغرام:

إن معظم البكتريا التي تصيب الأسماك تقع ضمن مجموعتين: (إيجابية الغرام) أو (سلبية الغرام) وأطلقت هذه المسميات على هاتين المجموعتين بناءً على استجابتهما لبروتوكول يطلق عليه اسم (تصبّغ الغرام)، فالبكتريا إيجابية الغرام تتصبغ باللون الأزرق والبكتريا سلبية الغرام تتصبغ باللون الزهري، والسبب أن كل من هاتين المجموعتين تأخذ لوناً مختلفاً عن الآخر هو لأن لكل منها نوع مختلف من التركيب الخارجي والذي يعرف بجدار الخليّة وهذا الاختلاف ضرورياً لكل من المنتج والمربي لأن بعض المضادات الحيوية تعمل بشكل أفضل ضد البكتريا إيجابية الغرام والبعض الآخر يعمل بشكل أفضل ضد البكتريا سلبية الغرام، وأغلب البكتريا التي تصيب الأسماك من المجموعة (سلبية الغرام) والتي تضم أنواع "Aeromonas hydrophila"،"saimonicida Aeromonas"،"Vibrio"،"Pseudomonas" ..... وتعد الغالبية العظمى من مجموعة البكتريا سلبية الغرام التي تصيب الأسماك هي من نوع"Streptococcus".
أما المجموعة الثالثة من البكتريا السريعة التأكسد والتي تضم أصناف "Mycobacterium" والتي لن تتم مناقشتها هنا بسبب اختلافها التام عن معظم باقي أنواع البكتريا التي تصيب الأسماك.


   المدخل الأمثل في القضاء على الإصابة البكتيرية عند الأسماك:

إن غالبية البكتريا التي تتسبب بالأمراض للأسماك هي من السكان الطبيعيين ضمن نظام البيئة المائية، فلذلك وحسب المألوف هي لن تسبب أية مشكلة، المشكلة تكمن بأن الأسماك المجهدة بأحد عوامل الضغط والإجهاد (كتغيير درجة الحرارة، وسوء نوعية المياه، والتحميل، والنقل) تكون أجهزتها المناعية أقل فعالية مما يجعلها أكثر عرضة للإصابات البكتيرية، فإضافة إلى ما تسببه عوامل الإجهاد من إضعاف للأجهزة المناعية مما يساعد على نمو البكتريا فإنها تزيد من خطورة انتشار المرض فضلاً على ذلك.
إن إيجاد الحل الأمثل للأمراض البكتيرية يتطلب العمل مع الخبير المختص بصحة الأسماك ليعمل على زراعة البكتريا في التركيب العضوي وليجري إختبارات الحساسية.
إن كلمة (زراعة البكتريا) "Culture" تشير إلى إنبات البكتريا المسببة للمرض ضمن وسط من نوع خاص أو غذاء ذو قاعدة هلامية أو من الآجار (هلام مصنوع من النباتات البحرية)، وكلمة الحساسية "Sensitivity" تشير إلى تطبيق مجموعة من المضادات الحيوية على البكتريا المسببة للمرض لمعرفة أي نوع من المضادات الحيوية سيطر على هذه البكتريا بشكل أفضل من الآخر.
وعلى الرغم من أن زراعة البكتريا واختبارات الحساسية تأخذ يومين أو ثلاثة أيام على وجه العموم إلا أنها من أفضل الطرق لانتقاء المضاد الحيوي المناسب الذي سوف يعالج المرض بنجاح وتوفير مادي.
كما ويجب الاتصال بالخبير المختص بصحة الأسماك منذ المراحل الأولى للإصابة ليقوم بدوره بتقديم الإرشادات اللازمة لجمع العينات وتسليمها للمخبر، ولا يجب أن تعطى الأسماك المصابة أي نوع من أنواع المضادات الحيوية إلا بعد ظهور نتيجة تحليل العينة مخبرياً، ويجب أن تشمل العينة المأخوذة على أقل تقدير من ثلاث إلى خمس سمكات ظاهراً عليها الأعراض ذاتها للمرض.
ويجدر بنا الإشارة إلى العينات المأخوذة من أسماك أعطيت مضادات حيوية قبل إجراء عملية الزرع، تكون نتائج الزرع عندها غير وافية، ومايقوم به المختص بصحة الأسماك هو القيام باقتراح مضاد حيوي واسع الطيف الذي من الممكن استعماله إلى أن تظهر نتيجة الزرع واختبارات الحساسية.


   الجرعات الصحيحة والتدابير المتخذة في تطبيق العلاج:

على الرغم من أن عملية انتقاء المضاد الحيوي المناسب هو خطوة أولى بالغة الأهمية في التحكم بالمرض البكتيري إلاّ أن ما يوازيها من الأهمية هي عملية إدارة العلاج ضمن فترة زمنية محددة، (أي عدد الأيام التي يتطلبها هذا العلاج بأي نوع من أنواع المضادات الحيوية)، حيث أن مايجب على الخبير المختص بصحة الأسماك القيام به هو تزويدنا بالإرشادات التي يتطلبها العلاج من حيث كمية المضاد الحيوي المطلوبة (الجرعة)، وتكرار مرات تقديمه (العدد) ومدة العلاج اللازمة.


   كيف تم تحديد خواص أي مضاد حيوي علمياً:

أولاً: اختبرت التراكيز المختلفة للمضاد الحيوي الذي تم انتقاؤه على أنواع مختلفة من البكتريا ليتم بهذه الطريقة تحديد أيّ تركيز سوف يعمل بشكل أفضل لمكافحة هذه البكتريا.
ثانياً: لقد تم إعطاء المضاد الحيوي بطريقة من هذه الطرق الثلاث:

    1. الحقن.
    2. ممزوجاً مع الغذاء.
    3. محلولاً ضمن الحوض.

وبعدها قياس نسبة تركيز المضاد الحيوي في جسم السمكة (في دمها عادةً) على فترات متقطعة بعد تطبيق العلاج، والغاية من هذه القياسات هي تحديد المدة الزمنية التي يبقى بها المضاد الحيوي نشطاً وفعّالاً داخل جسم السمكة ولمعرفة ما إذا كان تركيز المضاد الحيوي لم يكن مرتفعاً بشكل كاف للقضاء على البكتريا أو إخمادها.
وعلى الرغم من أن العديد من المضادات الحيوية لم يتم تحديد خواصها علمياً على معظم أنواع الأسماك (لسنا نخص أسماك الزينة فقط) إلا أنه تم تحديد تقييمات جيدة لفعاليات العديد من المضادات الحيوية من التجربة السريرية يمكننا إعتبارها خطوطاً رئيسية تمكننا من تحديد الجرعات ومطابقة فترات العلاج، وسوف تكون حصيلتها نتائج جيدة.


   النسبة المئوية للمادة الفعالة:

 إن العديد من المضادات الحيوية التي تستخدم لأسماك الزينة كثيراً ماتباع من قبل العديد من الشركات المختلفة، ولهذا السبب فإن النسبة المئوية للمادة الفعّالة في المضاد الحيوي سوف تختلف من منتج لآخر، وهذا يعني أننا ربما لن نحصل على المضاد الحيوي الصرف 100% اللازم للسيطرة على المرض، وعليه فإننا نحتاج أن نسأل من يقوم يتزويدنا بالمضاد الحيوي عن النسبة الحقيقية للمادة الفعّالة في المنتج الذي قمنا بشرائه وبناءً على هذه النسبة نقوم بحساب الجرعة اللازمة. على سبيل المثال إذا كان المنتج لديكم يحتوي على نسبة أقل من 10% من المادة الفعّالة فيتوجب عليكم زيادة الجرعة إلى أن تصل نسبة المادة الفعّالة 100%, وإن كنتم مازلتم غير قادرين على إجراء هذا الحساب للجرعة فقوموا بالاتصال بخبيركم المحلي المختص بصحة الأسماك.


   الطرق الأساسية المتبعة في تدابير العلاج بالمضادات الحيوية:

بالحقن:
  يعد العلاج بالحقن من أكثر الطرق الفعّالة والمباشرة في إيصال المضادات الحيوية إلى مجرى الدم، ولسوء الحظ تتطلب هذه العملية جهداً كبيراً ولهذا لا تعتبر طريقة عملية بالنسبة للأسماك المرباة لغاية التجارة، بينما يعد الحقن من أفضل الطرق المتبعة لعلاج أعداد قليلة من الأسماك الباهظة الثمن.

ممزوجة مع الغذاء:
  فيما يخص إنتاج تربية الأسماك، فقد أستخدمت أكثر الطرق شيوعاً وفعالية واقتصاداً في إيصال المضادات الحيوية للأسماك المصابة فموياً (عن طريق الفم) بمزجها مع الغذاء، حيث تمزج كمية الجرعة الصحيحة مع الغذاء باستخدام زيت السمك أو زيت الكانولا كعامل داعم، وبعدها تغذى الأسماك بهذا المزيج عدداً من الأيام الموصى بها.
إن تطبيق العلاج بالمضادات الحيوية فموياً يقتضي أن معظم الأسماك ماتزال تتناول الغذاء ولهذا السبب يجب أن تتخذ بوقت مبكّر كل التدابير اللازمة للقضاء على الأمراض البكتيرية قبل أن يتوقف معظمها عن تناول الغذاء.
وإنها لفكرة جيدة أن ندرب الأسماك على تناول خلطة غذائية معدة (مثل التي يتم إعدادها لتضمينها المضاد الحيوي) بحيث عندما تقتضي الضرورة باستخدام المضادات الحيوية تكون عندها الأسماك أكثر تقبلاً للأغذية الطبية باعتبارها اعتادت عليها.

العلاجات بالأحواض (حلّ الدواء ضمن الحوض ):
  على الرغم من أن العلاجات بالأحوض هي من طرق المعالجة بالمضادات الحيوية الأكثر رواجاً إلا أنها تستلزم كمية أكبر من الدواء لتحقيق النتيجة المرجوة إذا تمت مقارنتها بما تستلزمه طرق العلاج بالحقن وفموياً من كمية الدواء لتحقق النتيجة ذاتها، وفي العديد من الحالات أيّاً كانت كمية المضاد الحيوي المحلول بالماء كبيرة إلا أنها لا تضمن أن المقدار الذي يصل إلى السمكة كافياً لأن يكون علاجاً فعالاً، وفي الوقت ذاته بإمكان الكميات المفرطة من الضادات الحيوية المنحلة في الماء أن تزيد من احتمال اكتساب هذه البكتريا المائية مناعة ضد ذلك الدواء، فضلاً على ذلك لتجنب رداءة المياه واحتمال سميتها (بسبب هذه الكميات الكبيرة المنحلة فيها من الدواء) فإنه يجب تبديل 70% إلى 80% من هذه المياه في نهاية كل علاج يومي أو قبل إعادة الجرعة.
وأخيرا إن العلاجات في الأحواض غير موصى بها في أنظمة تكرير المياه (الفلترة) لأنه عند مرور المياه المعالجة فإن المضادات الحيوية المنحلة بها سوف تقتل البكتريا المحّولة إلى نترات (Nitrifying bacteria) الموجودة في أنظمة الفلترة البيولوجية "Biological filter" أو على الأقل سوف تضعف فعاليتها، وإذا أردنا أن تتم معالجة الأسماك بالأحواض على أكمل وجه فإنه يتوجب علينا استخدام احواض منفصلة خلال فترة العلاج.
وكخلاصة لكل ما أتينا على ذكره، إن طريقة العلاج بالأحواض لا يجب أن تتبع إلا إذا كانت معظم الأسماك المصابة لاتقدم على تناول الغذاء، أو عند بداية معالجة الإصابات البكتيرية الخارجية، ويجب أن تنقل الأسماك إلى العلاجات الفموية حالما تستعيد قدرتها على تناول الغذاء.


   الآثار الجانبية لكمية الجرعات ومدة العلاج الغير مناسبين:

إذا كانت الجرعة كبيرة جداً أو مدة العلاج أطول من اللازم فإن الأسماك معرضة لخطر الإصابة السمية التي تسبب تلف الكبد أو الكليتين أو أي عضو آخر تلفاً ربما يعالج وربما لا، وعلى العكس تماماً، إذا كانت الجرعة قليلة جداً ومدة العلاج أقصر من اللازم، فإن البكتريا لن يتم القضاء عليها ولا حتى إضعافها بالشكل الكافي ليتمكن الجهاز المناعي للأسماك من مقاومتها، بل ما يحصل في هذه الحالة هو ازدياد الإحتمال في أن تتطور في البكتريا مناعة ضد المضاد الحيوي، وعندما يحدث هذا الأمر وتصبح لدى البكتريا مناعة ضد نوع معين من المضادات الحيوية فإنه حتى الجرعات عالية التركيز من هذا المضاد الحيوي لن تكون فعّالة.
وتحدث المناعة ضد المضادات الحيوية عندما تستخدم المضادات الحيوية بشكل غير صحيح كما هو الحال بطريقة (رشّاً ودراكاً)، وطريقة (رشّاً ودراكاً) تطلق على طريقة تطبيق المضادات الحيوية الواحد تلو الآخرعلى مجموعة من الأسماك وبجرعات غير منتظمة ولمدة قصيرة وبدون العلاج الملائم للتشخيص الذي يجب أن يحدد عن طريق الزرع واختبارات الحساسية، وبكل بساطة إذا تمّ استخدام هذه الطريقة فإن حدوث مناعة البكتريا ضد المضاد الحيوي هي نتيجة حتمية.
وفي بعض الحالات لاتكون البكتريا هي سبب المشكلة بل قد تكون رداءة المياه أو بعض التدابير الإدارية التي لم تتم متابعتها كما يجب، في حين أن استخدام طريقة (رشّاً ودراكاً) قد تعطي نتيجة أحياناً إلا أنها في معظم الأحيان تؤدي إلى خطر تكاثر مجموعات من البكتريا لديها مناعة ضد أنواع متعددة من المضادات الحيوية، والتي بدورها تؤدي حتماً إلى مايسمى بدرجة الإصابة العالية.
وإذا ما أصيب أي نظام بدرجة من الإصابة عالية فإنه تتم التضحية بالمجموعة المصابة بكاملها والبداية من جديد، وهذه حتماً نتيجة غير مرغوبة وهنا تكمن مدى الأهمية التي لايمكن التغاضي عنها باستخدام المضادات الحيوية بحكمة، وذلك بعد إجراء الزراعة واختبارات الحساسية ليتم تطبيق الجرعات المناسبة ولفترات ملائمة.


   الجمع بين المضادات الحيوية:

إن الجمع بين أنواع مختلفة من المضادات الحيوية في آن واحد هو أمر غير موصى به على وجه العموم, لأن المضادات الحيوية تعمل على عدة مواضع مختلفة فتؤثر على الخلية البكتيرية المستهدفة, فاستخدام أكثر من مضاد حيوي واحد يؤدي إلى التداخل فيما بينها وفي أسوأ الحالات يصبح باستطاعة المضادات الحيوية أن تلغي بعضها بعضاً. وتجدر بنا الإشارة إلى أن الإصابات البكتيرية يمكن معالجتها بشكل فعّال بمضاد حيوي واحد.


   مواضيع متعلقة:


 MagicWorld

العالم الساحر3/8/2007
جميع الحقوق محفوظة© 

 


 
  
 
 
 
 
 
 
 
 


© 2006-2024 العالم الساحر - جميع الحقوق محفوظة
طور من قبل Web-o2™ لأنظمة المعلومات

تسجيل الدخول

سجل دخولك للموقع باستخدام بريدك الالكتروني

البريد الالكتروني

كلمة المرور

الإشتراك في العالم الساحر

أهلا بك في العالم الساحر, يتيح لك التسجيل في الموقع الحصول على آخر الأخبار ومستجدات عالم الأسماك وتحميل ملفات وصور تخص هواية تربية الأسماك بالاضافة الى ميزات عديدة أخرى

البريد الالكتروني

كلمة المرور